إن الخوف الشديد من إدماج الفنون الثقافية داخل الفضاءات التربوية، وترك مفهومها ثابتا كما ورثناه من مغالطات في الرؤية وإصدار الأحكام مدون أس معرفي ونقد فني تربوي .أفسح المجال لدخول أنواع أخرى من الثقافات، حشرت نفسها تحت مسميات “الفن والإبداع”، التي تهدف إلى جعل إنسان اليوم مجرد سلعة تباع وتشري داخل فضاءات لاتعترف سوى بالربح المادي وزرع المنافسة على التقليد الأعمى. مما أدى لصناعة جيل معطوب، خالي من كل أنواع الحساسيات الجمالية في ممارسة فعل الدهشة. فالتربية الفنية الثقافية تمكن المجتمعات ليس من فهم الفنون فقط، بل تجعلهم يدركون القيم الإنسانية الكامنة وراء تسلسلها التاريخي والثقافي، كما تقوم بتحفيزهم على إنتاج محتويات ستسهم في التنمية البشرية وستعزز روح الخلق والإبداع، الذي سيعمل على نشر ثقافتنا الفنية وسط عالم اليوم ولم لا المساهمة في خلق اقتصاد إبداعي رأسماله إنسان مؤطر ثقافيا وفنيا، وقد سقط اختيار الدراسة على نموذج فني تمثل في الرقص، بحكم إنه من الفنون الهامشية التي ينظر إليها بعيون غريزية وكأنه لا يكتنز ثقافة المجتمعات التي يمكن الاستفادة منها تربويا وفكريا وفنيا ولم لا علاجيا.